مثلُكَ لا يُهزمُ
23-11-2025
7
مثلُكَ لا يُهزمُ
ولمثلِكَ النَّارُ تُضرمُ،
أيُّها الأشهمُ الأكرمُ.
تزيَّنتُ بعفَّتِك والوجلِ
غُرستْ الأشواكُ في معصمي, فازددتُ عشقًا،
غدوتُ ليلًا خائفًا من ظلامِه، وأسهرتُ عينيَ طوعًا لطيفكَ،
سرى نايُكَ في بدني
رقصتُ بنطاقِ هلالٍ
يضيقُ كلما ضاق الحشا بسهده والجوى
لكن النَّوى عظيمٌ بلاؤه،
مُسكرة صهباءُ زنادهِ
ثملتُ والنَّخيلُ بتشهُّد الجُرحِ،ليعصمنا من الغرق.
سُلافُكَ مرٌّ،
شربتُه،
كي يُصبحَ تعفّنُ الأرطابِ فمًا.
جموعٌ أنتَ لكلِّ جمعٍ
بركتُكَ شفاءُ المُزمن،
يا مُعتمدي وجوهر ظنِّي،
قمْ للطُّهرِ ولخؤونٍ سرقتْ جبهتي،
صديقة الرَّدى اقتلَعتْ كبدي
وكنتُ أظنُّها ستقلع حزني.
ليس خطأ القبح المسلَّطِ على نهوضِنا،
في مَن يهمسُ بأُذنِ
الضُّروعِ : كفَّي بياضًا، وكوني العُقمَ الأسودَ!
شديدُ الضَّوءِ همسُنا
استندْ إليهِ أيُّها المعلول،
أريدُكَ أجَّلَّ من حياءِ عاشقٍ،
أضعفَ من عين ولِهٍ،
أشرسَ من صقرْ.
مداراتُك كونٌ؛
امحُ بُرَهًا جوفاءَ
ودعْ أوشامَ خزيَ وجوههم،
ما وراء الشِّتاءِ آية سنتلوها،
ما وراء ضباب يُغشي العبَثَ، عرَقٌ منجَّمٌ بجباهِنا.
ما الذي يجعل الكثيفَ صامتًا ؟
تحنَّن على الشُّعَلِ، هذا الأمان المهجور
لا تلمسْه بغشاوتِك
على الأقاحي اسميَ،
بفمي عسرُ القصيدة بما تهوى،
وتراتيلُ جياع ترمَّلتْ.
كلُّ الدلائلِ تُشيرُ صوبك،
فلو سمعت يومًا صرخة زهرة!
لو عرفتَ هالة حزن النَّدى،
لو هدهدتَ مُقلًا أدماها تباطؤك،
لو محوتَ أسفَ ألف لو!
فجرُ التحولاتِ بداخلي,
يا إمامًا ما منعني بابُه
إنَّما الجهالة متأهِّبٌ حبلُها،
أيُّها الغيور لقد طال الأمدُ وشاخَ تحمُّلي
حبيبُ الشدائدِ قلبُك
فكيف يرضى بترمُّلي