الشاعر والناقد" جمال الكناني" يغرّد بنص نقدي حول ( قسَمُ العُشَّاق)
24-11-2024
118
الشاعر والناقد" جمال الكناني" يغرّد بنص نقدي حول ( قسَمُ العُشَّاق)
هكذا هو شاعر الضوء، تشرف من نوافذه الأضواءُ.
القراءة النقدية للمجموعة الشعرية ( قَسَمُ العُشّاقِ )، للأَديبة العراقية القديرة وفاء عبد الرزاق
.
توطئة / بقلم الشاعر والناقد جمال الكناني / العراق.
حين نتلمّس الواقع المحسوس للكم الكبير من التناقضات يسطعُ الشكل الشعري لاحدّ لمداه مستوعبًا هذا العالم فتتجلى قصيدة النثر لتحقيق المبتغى ،تلك القصيدة المجنحة المنفلتة من أَسر الوزن والتحليق بالصور الشعرية إلى فضاءات غير متناهية.
ورغم الاعتراض الوهمي والمفتعل حول إيقاع قصيدة النثر أَعلنت الحقيقة عن نفسها ونيل شرعيتها فلكل أَثر أَدبي إِيقاعه،
والتركيب اللغوي له لون إِيقاعي ومن خلال قوة العاطفة ،جرْس الكلمة ( الكلمة المنغَّمة ) ، الأَسماء الموصولة وتكرار الألفاظ.
فجاء الانفجار المدوّي بقصيدة النثر حيث الحداثة الشعرية ولتحمل لواء الشعر ،فتجسد في روادها ثم توالد ليأْتينا بمن مثَّل ذلك بموهبة ودراية وإتقان خير تمثيل،
وأَجدني الآن أَمام نموذج مشرف اعتلى معمارية البناء الفني والحسي لقصيدة النثر، متجسدًا في الوهج الإِبداعي "لوفاء عبد الرزاق" الأَديبة القديرة لتعطي البعد الحقيقي لهذا اللون الشعري .
من خلال منجزاتها وفي مجموعتها الشعرية ( قَسَمُ العُشّاقِ ) ،بدءًا بالعنوان الذي يحاكي مضمون المجموعة وهذا التناغم المانح التلاقح إِبداعًا بين اللوحة والحرف، تتقن الشاعرة الرؤية الشعرية المكثفة يزاملها البعد التأَملي للحياة والوجود حين تبنَّت في مجموعتها الشعرية الحب المطلق كقيمة عليا وعطاء عميم حد الذوبان والعشق بملمح صوفي ومن وشائجه ينبثق النور
فالحب بيرق يجود على القمم بالزهو لنصل الى العشق الأَزلي ، والحزن والذات الحيرى ،
الشاعرة تجيد استخدام أَدواتها ؛ قوة التخييل، التكثيف، والترميز حيث التصاعد الوصفي ودفق الإِبداع يطاول مدًّ الجذوة المشتعلة .
تتجلى في المجموعة العواطف المتّقدة المقرونة في ملكوت الذات لتسطع الرومانسية في عميم وجدان الشاعرة لتكون المرآة النقية العاكسة للشعر الرومانسي ،
نتلمس من نبض العشاق الذاتية والعفوية وجموح الخيال حين يتنامى الحب ليصير عشقًا فجاءت وفاءُ بسر العشق لتعلن ب قَسَم العشاق .
الغموض في بعض النصوص هو ظاهرة فنية بنائية بعيدًا عن الجمود للتعبير عن البعد المعرفي. هذا ماآلت إِليه الشاعرة في مجموعتها الشعرية .
لم اوثٍّق قراءتي بشواهد مقطعية من نصوصها لأَن الشاعرة ماسكة زمام قصيدة النثر وباحكام، فكل حرف ينطق بشروط وخصائص قصيدة النثر، ،ينطق بالوهج اللفظي والتركيبي ليتحول الحرف إِلى عالم واسع الآفاق.يرافقه الإِيقاع الداخلي والتغاير الإسلوبي وفق متطلبات الوعي الجمالي لتصل بوتقة قصيدة النثر.
وفي الختام ( قَسَمُ العُشّاقِ) ، رسم جاذب وباهر .
مبارك لأَديبة العراق القديرة وفاء عبد الرزاق هذا الزهو الإِبداعي.
بقلم الشاعر والناقد جمال الكناني / العراق