جميل هذا الجدل بخصوص زاوية النظر للنص وماهية النقد وعلاقة الناقد بالنص المقروء وايضا المسافة التي يضعها بين مرجعياته الايديولوجية والذاتية وبين النص.
وهو جدل مقيم لا يبرح.
لئن كنت أتفق والاستاذة كنانة على ضرورة عدم محاكمة الرواية محاكمة دينية. وأعتبر نفسي من أشد المدافعين على النص الأدبي والرافضين للمحاكمات الدينية. إلا أنني مع الأستاذ محمد حين يجيب بأن هذه الرواية لم تحسن الدفاع عن نفسها للأسف. هناك روايات كثيرة تناقش المقدس والجنس والسياسة ولكنها تقدم نفسها في ثوب أدبي شامل وملفت للإنتباه وبالتالي تقنع قارءها مهما كان الاختلاف الايديولوجي..
عن رواية شين وإن كنت حقيقة لم أستطع المضي في قراءتها لسببين اثنين. هما أولا عدم جودة الملف الالكتروني المرسل إلينا كقراء ونقاد وثانيا ركاكة الأسلوب وتفككه وعدم الامساك بزمام الصنعة الروائية منذ الاستهلال. وبنظري فإن فشل الاستهلال هو فشل لكل نص أدبي مهما كانت الفكرة التي يطرحها.
إن مهمة الأدب هي طرح الأسئلة والغوص في كل العلوم الانسانية وخاصة منها الفلسفة التي يرتكز عليها الفعل النقدي بصفة أشد دقة حتى من الابداع. والوعي بذلك يساعد الكاتب على تجويد صنعته الروائية والأدبية عموما.
وأسمح لنفسي بإضافة أمر مهم هو أن النص الذي يثير جدلا هو بالضرورة نص حي. واختلاف وجهات النظر النقدية هو بالنهاية اختلاف مشروع يدفع بالنص الى المداولة والنقاش ولا يعني ذلك انه انتقاد لموقف نقدي ما.
لا يمكن اقناع ناقد برؤية ناقد آخر طالما أن كلاهما ينطلق من رؤيته الخاصة وتمثله الخاص للأدب وللنقد.
وعودة على الندوة التي للأمانة غادرتها سريعا لأني استمعت الى شهادات خاصة ومجاملات تحوم حول النص دون أن تتناوله ولم استمع الى نقد.
مع التحية الجميع